ما هي الموسيقى الطقوسية؟
كانت الموسيقى الطقوسية في الأصل جزءًا من الاحتفالات الدينية، وبضمنها عددًا كبيرًا من التقاليد القديمة والحديثة. تُعرف الموسيقى الطقوسية على انها جزء من القداس الكاثوليكي، ومراسم المناولة الأنجليكانية، والطقوس الأرثوذكسية والعديد من الاحتفالات والطقوس الدينية المسيحية. اما الموسيقى اليهودية فتنبع بداياتها من الطقوس الدينية العبرية، في الهيكل وبعد ذلك في الكنيس.
تعتمد الميزات التي تميّز الطابع الفريد للموسيقى الطقوسية على فكرة أن الموسيقى الطقوسية تَنشأ وتُكتب وفقًا لعادات واحتياجات مختلف الطقوس التاريخية لطوائف دينية معينة.
على الرغم من النقاشات والجدل التاريخي التي أثاره انتقاد الموسيقى الحديثة في الدوائر الكنسية، فقد تم استخدام العديد من أعمال أورلاندو لاسوس، وجريجوري أليجري، وتوماس لويس دي فيكتوريا، التي شملت الكثير من وسائل التعبير الأكثر تعقيدًا وتفصيلًا في الموسيقى الطقوسية. لكن هذه الأعمال تخضع لكل المتطلبات الطقوسية، حتى عندما تبدو وكأنها فيضان عفوي تعبيرًا عن محبة الله، بأمانة تامة لقوانين الطباق الموسيقية أو تعدد الأصوات والانغام.
إلى جانب الأغاني البسيطة التقليدية (كانتوس بلانوس) والأسلوب متعدد الألحان، تسمح الكنيسة الكاثوليكية أيضًا بالأعمال المتجانسة أو المرقمة، مع أو بدون مرافقة الآلات، المكتوبة إما بالطريقة الكنسية أو وفق السلم الموسيقي الرئيسي (ماجور) وإما الثانوي الحديث (مينور). توصي الكنيسة الكاثوليكية بشدة على الترنيم الغريغوري، سواء كموسيقى متعددة الألحان أو كغناء متناغم لمجموعة المصلين.
حتى المجمع الفاتيكاني الثاني، وفقًا لـ "Motu Proprio") بحسب رأيه) للبابا بيوس العاشر (22 نوفمبر 1903)، تصرفت الكنيسة بحسب المبادئ التوجيهية العامة التالية: "يجب أن تتفوق الموسيقى المقدسة، على أعلى مستوى، في الصفات المناسبة للّيتورجيا – الطقوس الدينية، أو بتعبير أدق، القداسة ونقاء الشكل، والتي ستكون المصدر الطبيعي لطابعها وشموليتها في جميع النواحي الأخرى. يجب أن تكون قيمتها مقدسة، ولهذا السبب يجب ألا تحتوي على أي كلمات نجسة أو قذف، ليس فقط بحد ذاتها انما أيضًا في طريقة تقديمها من قبل من يؤدونها. فمن الضروري أن يكون فنًا حقيقيًا، وإلا فلن تؤثر على روح السامعين بالشكل الذي تطمح إليه الكنيسة التي جلبت بمباركتها الموسيقى الى طقوسها. ولكن من الضروري أيضًا أن تكون عالمية، بمعنى أنه يجوز لكل أمة أن تُدخل في مؤلفاتها الكنسية الأشكال الخاصة من موسيقاها الطبيعية والمحلية، مع اخضاع هذه الأشكال للخصائص العامة للموسيقى المقدسة، بشكل يمنع أي خوف من ألا ينبهر بها المستمعين في أي أمة للخير فقط". وقد أضاف البابا بيوس الثاني عشر وتوسع في الموضوع في كلمته في Motu Proprio حول "الموسيقى المقدسة".
(نقلاً عن ويكيبيديا)
